الطريقة هذه لانتخاب القيادات داخل الحزب يجب أن تغير لتشمل كل
أعضاء الحزب حتى الذين لايحضرون جلسات الانتخابات وهم الأغلبية الساحقة عمليا. وذلك بخلق نظام لتحقيق ذلك مثل
إرسال أوراق الانتخابات بالبريد فيها أسماء المرشحين وصورهم ونبذه مختصره عن كل منهم مثل تحصيلهم الدراسي
مثلا
أو عملهم كذلك كتاباتهم إن وجدت، فيقوم العضو بعد ترشيحه لأحد المتقدمين بإرسال
الورقة مجددا بالبريد
إلى الحزب.
أو يتم ذلك عن طريق الإنترنت، أو عن طريق مجموعة النواة، أما بالنسبة
للانتخابات التي يخوضها الحزب، فمن الأفضل أيضا إلغاء نظام رأس قائمة المرشحين "اللايست تريكر"، فالذي يفوز في
الانتخابات البلدية على سبيل المثال هو من يكسب أكثر الأصوات، ولاتذهب أصواته لصالح رأس
ألقائمه "اللايست تريكر" لمجرد انه في رأس ألقائمه، هكذا نضمن نظام الأغلبية وليس
الأقلية، ونضمن نظام لايتحكم فيه أفراد اللوبي من داخل الحزب السياسي، فالحزب
الاشتراكي لايتكون فقط من الحاضرين في جلسات الانتخابات داخل الحزب، ولو كان كذلك فأن عدد
أعضاء الحزب الاشتراكي سيكون الآن 8% فقط من أعضائه الحاليين، فالحزب الاشتراكي بنظامه الحالي يتكون من الأف
عديدة من الأعضاء وفي نفس الوقت ينفي هؤلاء الأعضاء، ونرى أن الحزب الاشتراكي
أو غيره من الأحزاب السياسية في الانتخابات البلدية على سبيل المثال سيعود إلى نظام
الأغلبية، سواء صوت له أعضاء الحزب أم أفراد الشعب، ليكون في الساحة السياسية كحزب.
هكذا نضمن عدم استغلال اللوبي لنظام
الانتخاب داخل الحزب ونمنع تقدمها إلى المواقع
الحساسة مثل هيئة تحرير التريبونه مثلا آو الشباننك (مجلات
الحزب)، فلو درسنا عدد الذين أقيمت معهم لقاءات في التريبونه مثلا نجد
أن اغلبهم ينتمون إلى فئه معينه، لمجرد إظهارهم ودفعهم نحو مقدمة الحياة
الاجتماعية وخلق شخصيات منهم، في الوقت الذي يجب إن تعبر فيه التريبونه عن الحزب ومبادئه وعن شعب قوامه 16 مليون نسمه وليس
فئة معينه.
مثل بسيط
إنني في الأربع مظاهرات التي خرجت فيها كانت إحداها ضد ضرب العراق. فيها جميعا انتهى بنا الحال
إلى أن يصعد على المنبر احد الأفراد الذي ينتمي إلى نفس الفئة في إحدى المظاهرات التي عانينا فيها من البرد
الفارس ليتحدث عن إسرائيل. في الوقت الذي كانت فيه هذه
ألمظاهره ضد غزو العراق، وغزو العراق لم يتم أصلا إلا باللوبي اليهودي الذي يهيمن على
السياسة الأمريكية ولصالح إسرائيل، ويفترض أن الاشتراكية
هي غير الرأسمالية والامبريالية. لذلك وبرأي يجب
إصدار التعليمات التالية من قيادة الحزب:
1- أي عضو من أعضاء الحزب عليه أن يعرف الأعضاء الذين يشاركوه في هذا الحزب. لأن الحزب .السياسي ليس هو
عصابة أو مافيا أو منظمه سريه بل هو حزب سياسي في مجتمع مدني.
2- تكوين لجنه موسعه أو هيئه موسعه في إعلام الحزب مثل مجلتي التريبونه والشباننغ تقرر هذه
اللجنة من تقابل وعن أي موضوع تتحدث ولا يقرر ذلك فرد واحد.
3- أي عضو يقابل في إعلام الحزب ملزم بالتعبير عن
مبادئ الحزب، لأن الألالف من الأعضاء الذين يشكلوا الحزب قد اجتمعوا على فكره
أصبح بها الحزب حزبا، ولم يجتمعوا ليقرؤا أو يسمعوا دعاية احد
لفئة معينه.
4- يمنع استخدام مجلات الحزب في الدعاية لأحد كما هي
ألمقابله التي أجريت على مااذكر في التريبونه مع مؤلف كتاب أنا فرانك للمبتدئين
وانأ فرانك للمتقدمين، علما أن مذكرات انأ فرانك هي بالأصل مزيفه، لأن القلم الذي كتبت به اخترع بعد وفاة
أنا فرانك.
هذه الضوابط
بالاضافة إلى نظام الانتخاب المقترح تجعل من الصعب على فرد
أن يستخدم موقعه في الحزب لأجل فئته أو اللوبي الذي ينتمي إليه، وتجعل من
الصعب الوصول إلى هذه المواقع أيضا.
يتفوق اللوبي كنظام على الحزب السياسي كنظام فعلى سبيل المثال:
1- الحزب السياسي ليس له وجود
أو له وجود محدود في رأس المال، بينما يمتلك اللوبي إخطبوط رأس المال والنفوذ
والهيمنة التي يمارسها به. على سبيل المثال لايستطيع الحزب
الاشتراكي أن يؤسس بنك مثل بنك ابن عمرو ويتحكم ب 45.000 موظف أي مايساوي عدد
أعضاء الحزب الاشتراكي ويفصل 2000 موظف ويكسب مليارات
من اليورو في سنه واحده.
2- الحزب السياسي ليس له وجود او وجود محدود في اقتصاد السوق. بينما اللوبي يوجد بنظام ويهيمن على هذا السوق، فالحزب
الاشتراكي على سبيل المثال لايستطيع ان يفتح سلسة متاجر أو يتحكم بأسعار السوق لكن اللوبي قام بذلك.
3- الحزب السياسي لاوجود له أو يوجد بضعف في الإعلام بينما اللوبي وجوده مكثف بنظام
إعلام عالمي يملكه وبهمين عليه.
4- الحزب السياسي لايمكنه حصار كاتب أو منع كتبه من النشر او فرض مقالات في الصحف او برامج معينه في التلفزيون
أو تقديم الأخبار بالطريقة التي يشاء أو التضليل بها أو تغييبها لكن اللوبي يقوم ذلك
5- الحزب السياسي لايستطيع ان يصنع علماء بعد تغذيتهم في كافة المراحل
الدراسية ويدفع بهم إلى الجامعات ومراكز البحوث لكن اللوبي يقوم بذلك.
5- الحزب السياسي وجوده جزئي في الحياة السياسية وفي
السلطة وفي حلقات نواة المجتمع. بينما وجود اللوبي اكبر لأنه يستخدم كل الأحزاب وكل الحلقات. فعلى سبيل المثال لايستطيع الحزب
الاشتراكي إرسال احد أعضائه ليكون في صدراه حزب العمل مثلا أو في صدارة مكتب الدراسات
العلمية فيه أو إعلامه، لكن اللوبي يستطيع أن يقوم بذلك وفي كل الأحزاب.
6- الحزب السياسي لايستطيع أن يقحم أعضائه في صدارة الحلقات الست لنواة المجتمع الأمريكي
آو الفرنسي أو الايطالي لكن اللوبي يقوم بذلك وفي دول العالم.
7- الحزب السياسي لايستطيع أن يحرك جيش قوي لبلد ما لغزو بلد آخر ويعبأ الإعلام والمواطنين ويسخر بهيمنته جيوش بلدان
أخرى لكن اللوبي يقوم بذلك كما في غزوه للعراق.
8- الحزب السياسي لايستطيع أن يهيمن على بلدان عديدة ببلد قوي ويفرض عليها
التبعية السياسية في مجلس الأمن أو التبعية الاقتصادية
لتدور في فلكه لكن اللوبي يقوم بذلك.
9- الحزب السياسي لايستطيع دخول بيت احد في أكثر من دوله وسرقة وثائق وترك رموز تهديد لكن اللوبي يقوم بذلك.
10- الحزب السياسي لايمارس الاغتيالات وليس له جهاز لذلك لكن اللوبي يقوم بذلك.
11- لحزب السياسي تربط أعضائه فكره إنسانيه نبيلة يسعى لتحقيقها ويكون محددا بها. لكن اللوبي تربط
أعضائه فكره عنصريه هدامة وليس محدد في سلوكه بمبادئ يلتزم بها، فهو يمارس
إرهاب الآخرين حتى من داخل الأحزاب. أو ممارسة إرهاب الدولة
كما في سن قوانين مثل معاداة الساميه. أو ممارسة الإرهاب الفكري عبر الإعلام.
12- الحزب السياسي يدرب أعضائه في حدود الحزب
.اما اللوبي فيدرب ويدعم أعضائه ماهو اشمل من ذلك،
ابتداء من جمع المعلومات إلى بث الشائعات حول الأفراد.. الخ، فعمليا أعضاء الحزب ثقافتهم
الحزبية تبقى ثقافة غافلين.
13- الحزب السياسي يسعى إلى تحقيق العدالة في مجتمع ما
أو على اقل تقدير لتحقيق مصالح فئة معينه لشعب ما .لكن اللوبي يستغل كل شعوب الأرض.
14- الحزب السياسي عاجز عن استخدام أعضائه بالكامل اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لكن اللوبي يقوم بذلك مع
أعضائه.
14- الحزب السياسي لايشن الحروب اللااخلاقيه على من يقف بطريقه
أو يناقضه ولايملك النظام والوسائل لذلك أما اللوبي فله النظام والأساليب ويمارس ذلك.
ففي
أمريكا على سبيل المثال، وصول أفراد اللوبي إلى صدارة الأحزاب السياسية وتمنكنها من مراكز قياديه في هرم
السلطة يدل على أنهم ينتمون إلى نظام، وقد وصلوا إلى ذلك بأساليب منظمه، وهيمنة هذه
الفئة التي تعدادها 5ملايين نسمه على 250 مليون أمريكي يدل على وجود نظام وآلية عمل لهذا اللوبي الذي استغل هؤلاء الملايين من البشر في تنامي رأسماله وشن الحروب على الشعوب الأخرى، وإذا اعتبرت ذلك صدفه في
أمريكا فأنك ستجد نفس النظام في ايطاليا وغيرها من البلدان، مما يدل على وحدة التنظيم ووحدة الأساليب والغايات، وكما قال احد السياسيين،
إنهم يحكمون العالم بالوكالة ويجعلون الناس يموتون من اجلهم. وعمليا أفراد اللوبي لاينتمون
إلى الحزب السياسي الذين هم أعضاء فيه بل إنهم ينتمون
إلى اللوبي، ويستخدمون الأحزاب كأداة لتحقيق غايات اللوبي.
6- في مركز الحلقات وأهمها السلطة ( الحلقة رقم 6
أما في
السلطة وللخلل أصلا في النظام الاجتماعي الذي يستغله اللوبي ويتغلغل عبره الى مواقع
متقدمه في حلقاته
الستة> نجد في السلطة غياب قانون يحتم على السلطة آن تستفتي الشعب في الحروب مثلا، لأن الذي سيحمل السلاح ويقتل ويقتل هو المواطن العادي وليس
أفراد السلطة، وإذا أرادت السلطة أن تدخل حربا ما فعلياها
أن تلبس الزى العسكري وتحمل السلاح وتقاتل هي طالما كان القرار هو قرارها، ولاعجب
إن دخول هولنده إلى جانب أمريكا في غزو العراق يدل على قوة حضور هذا اللوبي في
سياسة هولنده، ونجد كذلك غياب العدالة عند تطبيق اليورو، فلم يكن هنالك قانون يفرض على كل أصحاب المحلات
أن يحولوا رسميا سعر أية بضاعة من الخلدن إلى اليورو وليس ترك السوق للقرصنة وسرقة القيم
المادية لجهود الناس، فالبضاعة التي كان ثمنها 1 خلدن أصبح سعرها 1 يورو أي 2 خلدن، وماتبع ذلك من ضعف للقوه
الشرائية للفرد والمشاكل الاقتصادية، في الوقت الذي ضاعفت فيه شركات اللوبي
إرباحها. ففي شريعة اللوبي تحولت رواتب الموظفين رسميا إلى اليورو حيث أصبح راتب الموظف هو النصف عمليا.
أما البضاعة فقد تضاعف سعرها في السوق بلا قانون يحمي المواطن العادي. كل ذلك يدل
أيضا دلالة قويه على الحضور القوي لهذا اللوبي في
السلطة وفي قراراتها. وطالما استغل الإنسان بمناورات القادة السياسيين وعجرفتهم مثلما فعل بوش في
أمريكا وبرلسكوني في ايطاليا على سبيل المثال. فيجب سن قانون يلزم به السياسي الذي وصل
إلى السلطة أن يلتزم بما وعد به الجماهير في برنامجه
الانتخابي الذي به وصل إلى السلطة، ومن لم يلتزم يقدم إلى المحكمة تحت طائلة الخداع
والاحتيال والنصب في الوصول اللامشروع إلى السلطة. وعن السلطة هنالك أمثله
كثيرة أخرى لاتسع هذه الدراسة لسردها.
أعزائنا بعد كل هذا مالذي بقي لنا لنتشارك به كي نكون اشتراكيين؟
إن اللوبي ظاهره مرضيه لاتمت إلى الإنسانية بصله،
إنها بحق سرطان هدام يستهدف الإنسان كجوهر وجود، حيث يحيله هذا اللوبي من قيمة وجود
إلى آلة عمياء صماء، مجرده من معناها وعقلها وجهدها وتاريخها ونزعاتها الطبيعية
كإنسان نحو أخيه الإنسان، إن النافيات العادية تسرق وتغتصب قليل من جهد الإنسان وحريته، وتقتل بضع
أفراد، لكن اللوبي يسرق الإنسان من نفسه، ويسرق الإنسان من الإنسان، ويسرق التاريخ . ويقتل الملايين من الأبرياء بالأبرياء
الغافلين.
هل هنالك حل؟
نعم شيء من الوعي
ولأراده.
سعد العاني
alani@aliclub.net